رعى عميد كلية الآداب في جامعة اليرموك الدكتور موسى ربابعة، ندوة "المسؤولية المجتمعية في جامعات الشمال" التي نظمها كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية في الجامعة، بالتعاون مع المنتدى الثقافي في إربد، وعمادة شؤون الطلبة والمكتب التنفيذي لاحتفالية إربد عاصمة الثقافة العربية 2022، وشارك فيها كل من الدكتور قتيبة خطاطبة من جامعة العلوم والتكنولوجيا وعمران الحمود من مؤسسة ولي العهد.

وقال ربابعة في كلمته الافتتاحية، إن دور الجامعات يرتكز على مستوى الأبعاد الأخلاقية والاجتماعية والوطنية والإنسانية ، وخدمة المجتمع المحلي، ولذلك لا بد من التركيز على قيم المشاركة والحوار والتفاعل والشعور بالمسؤولية والإحساس بالانتماء، فالمسؤولية المجتمعية للجامعات صارت شأنا عالميا ، مبينا أن المجتمع يتطلب نهضة وبناء حقيقيا لسلوكيات أفراده، كما وتقوم الجامعات بالنهوض بالإنسان وتوجيه سلوكه الاجتماعي وتنمية ضميره الشخصي، وعليه فإن مهمة الجامعات لا يمكن أن تكون في تخريج الأفواج والكوادر أو في كونها مؤسسات بحثية فحسب، وإنما ينبغي أن تتناغم مع محيطها الاجتماعي وما يواجه من مشكلات وتحديات، وبما يتشوف له من طموحات ، من خلال التفاعل الديناميكي مع مجتمعها .

وأضاف أن الأمر يقتضي مأسسة المسؤولية المجتمعية للجامعات، وإدراجها ضمن العمل الإداري، وفي مناهجها، بشكل يؤسس لفكر استراتيجي، ولذلك لا بد من العناية بالمسؤولية المجتمعية ووضعها في صلب استراتيجيات الجامعات التي ينبغي لها أن تنهض بدور ريادي في هذا المجال.

ولفت ربابعة إلى دور جامعة اليرموك الرائد في الانفتاح على المجتمع المحلي، من خلال دورها الريادي في هذا المجال، وسعيها الدؤوب إلى النهوض بالمجتمع ثقافيا وسياسيا واجتماعيا، وقد كان صيف الشباب 2022 الذي أطلقته الجامعة خلال الفصل الصيفي الماضي، مثالا حيا على حرصها للقيام بهذا الدور القيادي الرائد، مشددا على أن "اليرموك" ستبقى الجامعة المنارة التي تنطلق متوافقة مع تطلعات جلالة الملك عبدالله الثاني، وسمو ولي عهده الأمين.

وأكد شاغل الكرسي الدكتور محمد عناقرة، أن أهمية الجامعات تنبع بما تملكه من إمكانيات وكفاءات على مستوى عالٍ من التخصص والاستعداد للتأثير في واقع المجتمع المحلي، وعليه يأتي دورها بعد دور الأسرة والمدرسة، أي في مرحلة مهمة من حياة الفرد وهي المرحلة التي تسبق دخوله إلى واقع الحياة العملية وتتشكل خلالها استعداداته لأداء الأدوار التي ينتظرها المجتمع منه.

وتابع: هنا يبرز دور الجامعات في مسؤوليتها الاجتماعية من خلال العديد من الأدوار منها إعداد الكوادر اللازمة لرفد الوطن بشكل يتناسب مع احتياجاته ومتطلباته، وتنمية وترسيخ القناعات الايجابية التي اكتسبها الفرد على أساس عقلاني وتجسيدها في سلوكه العملي من خلال عدة قنوات.

وقال خطاطبة إن المسؤولية المجتمعية، للجامعات هي عبارة عن رؤية ورسالة وطموح وأهداف، واليوم باتت واقعا ملموسا نشهد من خلاله بصمة وقيمة تضاف إلى سجل إنجازات الجامعات النوعية، انطلاقاً من إيمان الجامعات الأردنية بمسؤوليتها المجتمعية وضرورة توظيف خبراتها وإمكاناتها كصرح علمي أكاديمي من أجل خدمة المجتمع وتنميته؛ وتطبيقا عمليا للرؤى الملكية لتطوير التعليم وتعزيز مفهوم الانتماء وتطوير التعليم لتحقيق مفهوم الأمن الفكري كجزء من الأمن الشامل.

وأشار إلى أن الجامعات تسعى للارتقاء في كافة مجالات عملها مُشكّلة بذلك مرجعيات حقيقية لتنفيذ خطة استراتيجية تتضمن مجموعة الرسائل الملكية التي وردت في الورقة النقاشية السابعة وفق برنامج تحول يتمحور حول استراتيجية وطنية ثابتة في مجالات غاية في الأهمية تشكل علامة فارقة في مسيرة تطوير قطاع التعليم العالي في الأردن في ظل قيادة جلالة الملك الذي أجاد قراءة الواقع وتعامل مع المتغيرات تعاملا حراً مبدعا.

وأكد خطابية أن الجامعات الأردنية ملتزمة بممارسة مجموعة المبادئ والقيم التي تخدم المجتمع وتحقق أبعاد التنمية المستدامة؛ ووضع الإطار العام لتفعيلها عبر المنافذ الجامعية وفق الإمكانات المتاحة؛ ووفق خطط وأسس تؤمن تحقيق الأهداف بمستوى عال من الفاعلية والمرونة، من خلال ما تقوم به الجامعات؛ حفاظاً على الإسهامات التراكمية التي تبذلها في خدمة المجتمع عبر السنين.

وتناول الحمود في ورقته أهمية العمل التطوعي ودوره في خدمة المجتمع وتطوير الذات، كما وقدم شرحا مفصلا حول " منصة نحن - المنصة الوطنية لتطوع ومشاركة الشباب" وكيفية التسجيل على هذه المنصة.

ولفت إلى صندوق دعم المبادرات التابع "لمنصة نحن" وكيفية الاستفادة من الدعم المقدم للمبادرات الشبابية، داعيا طلبة الجامعة والشباب بشكل عام إلى ضرورة الانخراط بالعمل التطوعي، لما له من دور بارز في صقل شخصية الشباب وإعدادهم ليكونوا أبناء صالحين في المجتمع قادرين على الاسهام في تطوير ورفعة الأردن.

في نهاية الندوة، دار نقاش وحوار موسع ما بين الطلبة والمشاركين في أعمالها.

 

WhatsApp Image 2022 11 21 at 12.03.18 PM

 

استضافت جامعة اليرموك فعاليات ندوة "وثائق أم قيس الأصيلة الموقعة وسياقها التاريخي فترة الحكومة المحلية"، التي نظمتها لجنة قضايا الشؤون المحلية والعربية المنبثقة عن المكتب التنفيذي لاحتفالية اربد عاصمة للثقافة العربية 2022، بالتعاون مع كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية وقسم التاريخ في جامعة اليرموك، وتحدث فيها المؤرخ محمد رفيع.
وتحدث رفيع خلال الندوة عن وثيقةَ أم قيس الرسمية الموقّعة وملاحقها، وأسماء المشاركين في صياغتها والتوقيع عليها، وسياقها التاريخيّ، وبنودها الأساسية والإضافية، والردود البريطانية عليها، في ذلك الوقت.
وبحسب رفيع فإنه لم يكن يتواجد سوى نسخة يدوية غير موقعة لوثيقة أم قيس، محفوظة في المكتبة الوطنية، والسبب في ذلك هو أن الوثائق لم تكن مصنفة ومحفوظة في الأرشيف البريطاني ضمن الوثائق الأردنية، بل ضمن أرشيف انتداب فلسطين؛ لافتا إلى أن الوثيقة تخصّ على نحوٍ مباشر، وقائع جرَت في أربع محافظات أردنية هي (إربد وعجلون وجرش المفرق)، التي كانت تضمّها جميعاً مقاطعة عجلون ومركزها إربد في العام 1920.
وتحدث رفيع عن تاريخ وبنود وثائق أم قيس والشروط التي تضمنتها، وأشار إلى ان وثيقة أم قيس الأصلية نصت على «نقبل بأن تتشكل الآن حكومة عربية وطنية مستقلة، مركّبة من (لوائي) الكرك والسلط و(قضائي) عجلون وجرش، ونطلب بشدّة وإلحاح تشبّث الحكومة البريطانية بضم لواء حوران وقضاء القنيطرة إلى هذه الحكومة، ونتمنى أن يتبعها (قضائي) مرجعيون وصور، تحت انتداب دولة بريطانيا العظمى على الشروط التالية؛ أن يكون لهذه الحكومة أمير عربي، وأن يكون لهذه الحكومة مجلس عام لوحدة البلاد، وسنّ القوانين، وإدارة الشؤون الداخلية، وتنظيم الميزانية، و(أن لا) يكون لهذه الحكومة أي علاقة بحكومة فلسطين، وأن تُمنع المهاجرة الصهيونية بتاتاً إلى داخلية هذه الحكومة، ويُمنع بيع الأراضي إليهم، وأن يكون لهذه الحكومة جيش مِلِّي، لأجل حفظ النظام، وتقرير الأمن فيها، ولها الحق (بتزييد) عدّة هذا الجيش، (إن) رأت (خطر خارجي) يتهدد هذه البلاد.
وأضاف ان الوثيقة اشترطت على أن تملك الحكومة الوطنية وحدها الحق بتجريد السلاح أو بقائه بيد الأهلين، وإعفاء المجرمين السياسيين في هذه المنطقة، وعدم تسليم أي مجرم سياسي كان (يلتجىء) إليها، وكذلك الجرائم العادية (المستحدثة) والمتكونة من أسباب سياسية، كما اشترطت أيضا ضمان حرية التجارة بين هذه الحكومة وما جاورها من حكومات، ومنح إدارة سكة الحجاز الحديدية إلى الحكومة الجديدة باعتبارها وقفا إسلاميا بحتا، وأن يكون شعار هذه الحكومة الآن العلم السوري ذو النجمة، والمطالبة بأن تكون حكومة بريطانيا العظمى منتدبة على عموم سورية، تأميناً للوحدة، وان تمنح الحكومة البريطانية للحكومة الحديدة كل ما يلزم من الأسلحة والعتاد والأدوات الفنية اللازمة لمصلحة البلاد.
بدوره أشار شاغل كرسي المرحوم سمير الرفاعي الدكتور محمد عناقرة خلال إدارته الندوة إلى أن تأسيس الذاكرة الوطنية يفترض دومًا منجزًا يقتضي سمة الاستمرار، وان الإيمان برسالة الوطن مسألة تأخذ طابع القداسة، حينما يكون هذا الوطن يحمل ثقافة أعظم أمة وجدت على هذه البسيطة.
وأوضح أن وثيقة أم قيس والتي تعد من أولى الوثائق الأردنية بعد انتهاء الحكم الفيصلي في سوريا، وصاغها أهل شمال الأردن، صدرت في الثاني من أيلول عام 1920م، وجاءت لتؤكد استمرار النهضة العربية وتصميم العرب مع مفهوم القيادة والسيادة، لافتا إلى أن وثيقة أم قيس تشكل نقطة البداية لتشكيل والتأسيس العملي للدولة الأردنية، وهي مرجع أساسي في تاريخ الأردن، حيث تعكس بنود اتفاقية أم قيس الرؤيا البعيدة لأهل شرق الأردن ووعيهم السياسي وحسهم الوطني وغيرهم على الأرض العربية.

 

WhatsApp Image 2022 11 20 at 3.09.12 PM

رعى عميد كلية الآداب في جامعة اليرموك الدكتور موسى ربابعة افتتاح فعاليات ندوة "الوثائق الهاشمية مصدرا في دراسة تاريخ الأردن الحديث" والتي نظمها كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية في الجامعة والمنتدى الثقافي/ اربد، بالتعاون وقسم التاريخ في الجامعة، وجمعية المؤرخين الأردنيين، والمكتب التنفيذي لاحتفالية اربد عاصمة الثقافة العربية لعام 2022.

وقال ربابعة في حفل الافتتاح إن الإرث الهاشمي الممتد عبر الزمان والمكان يتضمن معالم تاريخية ومؤلفات ووثائق تعكس الرؤية الهاشمية على الصعيد الديني والسياسي والتاريخي، مؤكدا أن الهاشمين عبر مسيرتهم بذلوا التضحيات تلو التضحيات، وهذا ما تجسد في الوثائق الهاشمية التي تعد إرثا عزيزا، وبصمة مؤثرة تنطلق من الماضي وتنعكس على الحاضر وتستشرف المستقبل.

وأضاف تعد الوثائق الهاشمية تجسيدا للجغرافيا والتاريخ، وللذاكرة المحفوظة في الوجدان، كما وأنها تُعد تسجيلا ورصدا للحظة التاريخية التي تعكس دور الهاشمين في المواقف والأحداث المهمة التي شهدتها المنطقة عبر مسيرتها التاريخية، كما وأن هذه الوثائق ترصد حركة التاريخ وسيرورة الأحداث، وتؤسس لرهانات واشتراطات ظلت ولا زالت تعيش في الضمير الأردني والوجدان العربي الإسلامي.

وأشار ربابعة إلى أن هذه الوثائق تكتنز رصيدا ثريا وغنيا من تاريخ الأردن المتدرج منذ نشأته وحتى اللحظة الراهنة، فهي تعد مرتكزا أساسيا للوعي باللحظة التاريخية منذ كان الأردن إمارة حتى أصبح دولة نموذجية فاعلة على مستوى المنطقة والعالم.

شاغل كرسي المرحوم سمير الرفاعي الدكتور محمد عناقرة أشار في كلمته إلى أن الوثائق الهاشمية تميزت بشموليتها للعديد من الجوانب التاريخية الهامة في تاريخ الأردن الحديث، منها : العلاقات الأردنية – العربية، وتاريخ الإمارة، ومؤسساتها، والاستقلال، والمؤسسات والإدارات الاجتماعية والاقتصادية بعد الاستقلال ، هذا وتضم الوثائق الهاشمية ( اوراق الملك عبدالله الاول ابن الحسين ) مادة جديرة بالعناية والبحث .

وأوضح إن الوثائق الهاشمية عبارة عن سلسلة صدر منها ما يقارب (42) مجلداً، (17) مجلداً منها صدر في جامعة آل البيت بين عامي (1993- 2001م)، وباقي المجلدات صدرت في مركز الوثائق والمخطوطات في الجامعة الأردنية منذ عام 2014م، وما تزال السلسلة تصدر حتى تاريخه، وتقدم معلومات وثائقية مهمة تفسر دوافع التنظيمات والممارسات الإدارية ورسم ملامح السياسة الأردنية، وانعكاساتها على السياسة الخارجية وعلاقاتها مع المجتمع الدولي، وأثر ذلك على النهج السياسي في تطور الأردن المعاصر.

وأضاف أن الوثائق الهاشمية تناولت موضوعات هامة وعديدة منها: الوحدة العربية، والفكر العروبي، وتطورات الثورة العربية الكبرى ومبادئها، وتحفل بكم كبير من المادة الوثائقية المتعلقة بقضية العرب الاولى وهي القضية الفلسطينية.

رئيس الهيئة الإدارية لجمعية المؤرخين الأردنيين الدكتور غالب عربيات أشار في كلمته إلى أهمية عقد هذه الندوة التي تجمع ثلة من خيرة مؤرخينا للحديث عن الوثائق الهاشمية، وكشف مكنوناتها كمصدر من مصادر تاريخنا الأردني المحلي، وعلاقاته مع محيطه العربي والدولي، والتي نجزم أنها لم تأخذ حقها بعد من العناية والرعاية والدراسة والبحث والتوثيق، سيما وأن هذه الوثائق هي إحدى الروافد الأساسية لتأسيس وبناء الدولة الأردنية في مجرى الحقائق، وهي جزء لا يتجزأ من أرشيف دولتنا المحفوظ، ومصدر أصيل وراسخ لإرثا الآباء والأجداد.

  أستاذ التاريخ الإسلامي جامعة ال البيت الدكتور عليان الجالودي تحدث خلال الندوة عن تجربته الخاصة مع الوثائق الهاشمية وأهميتها كمصدر لتاريخ الأردن  ما بين عامي 1921__1951م، و قال ان الوثائق الهاشمية تعد مصدرا  ثريا لكتابة تاريخ الأردن خلا ل عهد المغفور له الملك المؤسس  عبدالله الأول بن الحسين، حيث أن هذه الوثائق تكشف جوانب هامة في تاريخ الأردن السياسي والاقتصادي والاجتماعي،  وتطور النظم والمؤسسات  خلا مرحلة تأسيس الدولة الاردنية، كما أنها تبين علاقات الأردن الخارجية مع محيطها العربي والدولي، وموقف  الأردن تجاه القضية الفلسطينية، والدور الذي نهض به في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية  في مدينة القدس، لافتا ضرورة تشجيع الباحثين والأكاديميين  لتوظيف هذه الوثائق الهامة  في بحوثهم ودراساتهم.

بدوره أشار الباحث الدكتور بكر خازر المجالي إلى أن الوثائق الهاشمية تشكلت  مع بدء تأسيس الدولة الاردنية عام 1921 ، وكانت على شكل المراسلات والتقارير وما صدر في الجرية الرسمية بقسميها الاول جريدة الشرق العربي ومن ثم باسم الجريدة الرسمية ، وتركزت عن حقبة الملك المؤسس (1921 – 1951 ) وتحمل ايضا اسم أوراق الملك عبدالله، وتضمنت الوثائق موضوعات ادارية وسياسية  ومختلف جوانب في الحياة للدولة ، واضيف اليها وثائق  حقبة المغفور له الملك طلال ، ومن ثم حقبة الملك الحسين طيب الله ثراه لتتناول بدء حياته كملك مع القضايا المختلفة في عصره خاصة في الستينات والسبعينات .

وأضاف أن الوثائق الهاشمية التي تتضمن الشكل الورقي والمخطوطات والخرائط والصور وبعض الافلام التاريخية وايضا بعض الكتب الوثائقية، تتناول حقائق عن الموقف السياسي الاردني والعسكري، ومنها وثائق حرب فلسطين 1948، ومن ثم وثائق اغتيال الملك الشهيد المؤسس، ووثائق تتعلق بحوادث الخمسينات وقصة حلف بغداد وتعريب قيادة الجيش العربي، ووثائق عن العلاقات الاردنية مع العرب والعالم، بالإضافة إلى تاريخ الثورة العربية الكبرى.

من جانبها تحدثت الكاتبة والمؤرخة الدكتورة هند ابو الشعر عن مشروع توثيق الوثائق الهاشمية الذي بدأ عام 1993 في عهد المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال الذي عهد به الى الأستاذ الدكتور محمد عدنان البخيت، لافتة إلى ان مشاركتها في نشر هذه الوثائق بدأت عام ١٩٩٤ م إلى الان.

وأشارت إلى أن تصنيف ونشر وثائق الديوان الملكي مرت بمرحلتين: الأولى من عام ١٩٩٣ م وحتى عام ٢٠٠١ م حيث صدر ٢٤ مجلدا عن جامعة ال البيت، اما المرحلة الثانية فبدأت عام ٢٠١٤ م عندما عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للدكتور البخيت لاستئناف إصدار هذه السلسلة فصدر منها ٢٥ مجلدا، موضحة المحاور التي تناولتها المجلدات من قضايا محلية وعلاقات عربية مع الإمارة، في حين انصب اهتمام فريق العمل في الفترة الثانية على موضوع بناء الدولة الأردنية تزامنا مع الاحتفال بمئوية الدولة.

 وأوضحت أبو الشعر آلية العمل في المشروع وكيفية التعامل مع الوثائق لضمان المصداقية التامة، مستعرضة المحاور الجديدة التي سيتم تناولها في المجلدات القادمة، وتمنت على الباحثين من أردنيين وعرب وأجانب ان يفيدوا من هذا الجهد الذي استغرق سنوات طوال ووثق لتأريخ الاردن والعرب والعالم معا.

الدكتور علاء سعادة أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة آل البيت قدم خلال الندوة ورقة علمية بعنوان: (الوثائق الهاشمية: أوراق الملك عبد الله بن الحسين مصدراً لدراسة تاريخ الأردن)، تحدث فيها عن أربعة محاور رئيسية ناقش المحور الاول :اوراق الملك عبدالله بن الحسين (قضاة العشائر في الاردن 1936-1954):، وناقش في المحور الثاني "اوراق الملك عبدالله بن الحسين (القناصل في امارة شرقي الاردن1939-1951)"، فيما ناقش المحور الثالث "اوراق الملك عبدالله بن الحسين (الخط الحديدي الحجازي 1925-1949)"، والمحور الرابع والأخير ناقش "اوراق الملك عبدالله بن الحسين (دليل المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها إمارة شرقي الاردن 1931-1938)"

وتناول الدكتور إيهاب زاهر من وزارة التربية والتعليم موضوع "مالية إمارة شرقي الأردن بين عامي 1926- 1939م من خلال الوثائق الهاشمية مصدراً"، حيث تناول الأهمية الاقتصادية للوثائق الهاشمية في توثيق الأمور المالية لإمارة شرق الأردن منذ عام 1926 إلى عام 1940م، والتي تناولت الموازنة المالية، والتدابير الرسمية المرتبطة بها، مروراً بالنفقات والايرادات وما تعكسه بياناتها الرقمية على أداء وتطور حكومة الإمارة، وأيضاً المشاريع التنموية التي شكلت موضوعاً هاماً في الموازنات المالية للإمارة، والقوانين الخاص، ورصد العلاوات، والضرائب والرسوم.

أستاذ العلوم السياسية مدير التوجيه المعنوي الأسبق اللواء الركن المتقاعد الدكتور محمد خلف الرقاد قدم خلال الندوة ورقة علمية بعنوان "الفكر الاستراتيجي لدى الشريف الحسين بن علي من النفي الذهبي إلى إعلان الثورة 1893 – 1916"، قام من خلالها بتحليل بعض الوثائق والمراسلات والرسائل والبرقيات، ولبعض الأقوال والأفعال والسلوكات السياسية التي صدرت عن الشريف الحسين بن علي بهدف بيان وتحليل مدى عمق الفكر الاستراتيجي السياسي للشريف الحسين الذي يعتبر هو الأساس لوضع أسس ومبادئ الثورة العربية الكبرى التي مهدت لتأسيس إمارة شرق الأردن وبناء الأردن الحديث، موضحا المرتكزات التي استند إليها الشريف الحسين في استراتيجيته السياسية وفي قراراته وسلوكياته وأقواله وافعاله ومراسلاته ومواقفه السياسية، وبعض المفاصل السياسية الهامة في مسيرة الشريف السياسية من النفي الذهبي في عام 1893 ولغاية إعلان الثورة العربية الكبرى في 10 حزيران 1916م.

العين السابق الدكتور غازي الطيب، قال إن الوثائق الهاشمية تثبت أن الهاشميين وبقيادتهم الواعية يدعون بشكل دائم لبناء الوحدة العربية ووحدة الوطن الواحد والدعوة باستمرار إلى التضامن العربي، كما أنها تمثل رؤيا عربية شاملة لما يجب أن يكون عليه الوطن العربي ودوله، كما تبين دور المواطن في خدمة وطنه.

وأشار إلى أن ثمرة كفاح الملك المؤسس الملك عبدالله الأول إنهاء الانتداب وتحقيق الاستقلال وبناء المؤسسات الوطنية لتتمكن من المسير إلى الأمام، كما ان الوثائق تثبت دور الجيش العربي الأردني ومشاركته في الأحداث العالمية، حيث كانت الوثائق واضحه بأنها بموجب قانون استخدام الجيش الذي تم صياغته وتسمح للجيش بالعمل داخل الوطن وخارجه، حيث كانت مشاركة الجيش ذات تأثير عظيم.

الدكتور محمد المساعدة من قسم التاريخ في جامعة اليرموك أشار خلال الندوة إلى أن الوثائق الصادرة عام 1926 عن محطة معان أشارت إلى أن قصر محطة معان كان بمثابة فندق للمحطة، ثم نزل فيه الشريف حسين بن علي وأمير البلاد عبدالله بن الحسين، وفي هذه الفترة سلم الخط الجنوبي حتى المدورة إلى إدارة القسم الشمالي، وطلب بإحضار مخطط للمحطة، والبناية، ملك للسكة الحجازية، وتم تسليمها لإدارة الخط الشمالي بتاريخ 14/1/1926.

وحضر الندوة رئيس المكتب التنفيذي لاحتفالية إربد عاصمة للثقافة المهندس منذر البطاينة، ورئيس قسم التاريخ في جامعة اليرموك الدكتور عبدالمعز بني عيسى، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية

والباحثين والمؤرخين وطلبة الجامعة.

أكد رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مساد، يوم الثلاثاء 18/10/2022، أهمية تأسيس متحف للمخطوطات الفلسطينية تكون القدس مركزا له ويحميها من الاندثار والزوال.

جاء ذلك خلال افتتاحه، مندوبا عن وزيرة الثقافة هيفاء النجار في مبنى المؤتمرات والندوات بالجامعة، اليوم، فعاليات ندوة ثقافية بعنوان "التراث المقدسي المخطوط بين الواقع والمترجى"، وضمن فعاليات احتفالية إربد العاصمة العربية للثقافة لعام 2022.

وشدد مساد على أهمية حماية مخطوطات التراث المقدسي التي تعد كنوزا تختزن المعارف الإنسانية، من خلال الاستمرار في ترميمها، وتوفير أنظمة إلكترونية للتسجيل والترجمة والتصوير الرقمي، وفهرستها.

وبين أن عنوان الندوة له دلالات وإشعاعات فكرية مهمة تعود إلى إسهامات التراث المقدسي التاريخي الذي ما يزال يضطلع بدوره حتى الآن، مؤكدا أهمية الوصاية الهاشمية على القدس وسعيها الدؤوب للحفاظ على المدينة المقدسة وتراثها الديني والتاريخي والفكري المهم، لما تحمله من مكانة مهمة في الضمير والوجدان الإنساني، الأمر الذي يكرس حرص الهاشميين الشديد على تجسيد الولاء الروحي والإنساني لهذه المدينة المقدسة.

وعرض مدير معهد المخطوطات العربية/ الألكسو، الدكتور مراد الريفي، لمواقف الأردن بقيادة الهاشميين في الدفاع على التراث الفلسطيني والمحافظة عليه، ومواجهة كل محاولات طمسه وتغيير ملامحه الراسخة، مشيرا إلى دور الأردن في إحياء الاهتمام بالمخطوطات المقدسية والالتفات إليها، في زمن يهدد كل ما يتعلق بالتراث الفلسطيني، خاصة أن المخطوطات قد تعرضت للسرقات والضياع بشكل متعمد لطمس هوية المدينة.

وبين أن انتقال شعلة العاصمة الثقافية من بيت لحم إلى إربد، يحمل رمزية كبيرة تجسد التوأمة بين العواصم الثقافية العربية مع القدس التي أصبحت العاصمة الأبدية للثقافة العربية، مؤكدا أهمية مشاركة المعهد في احتفالية إربد العاصمة العربية للثقافة التي تحظى بالرعاية الملكية السامية.

وتحدث الدكتور محمد العناقرة من قسم التاريخ في جامعة اليرموك، شاغل كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية، عن "مدارس القدس في العصر المملوكي دراسة تاريخية من خلال الوثائق والمصادر".

واشتملت الندوة على جلسات عدة منها: جلسة بعنوان "مجهودات معهد المخطوطات العربية في حفظ وإتاحة التراث المخطوط العربي في فلسطين" قدمها الدكتور مراد الريفي، و"مخطوطات القدس من الضياع والتشتت إلى خدمة الباحثين"، قدمها عضو الهيئة الإدارية في معهد القدس للدراسات والأبحاث بجامعة القدس الدكتور عزيز العصا، و"ريادة مركز ترميم المخطوطات في المسجد الأقصى المبارك في صون وحفظ التراث المقدسي المخطوط"، قدمها رئيس دائرة الآثار الإسلامية في فلسطين الدكتور يوسف النتشة، و"جهود الباحثين المقادسة في التعريف بمخطوطات بيت المقدس والحفاظ عليها"، قدمها الباحث في مجال الدراسات التراثية في الأردن إبراهيم باجس.

وحضر الندوة: نائب رئيس جامعة اليرموك للشؤون الأكاديمية الدكتور موفق العموش، ومدير المكتب التنفيذي لاحتفالية إربد عاصمة للثقافة العربية المهندس منذر البطاينة، ومدير ثقافة إربد عاقل خوالدة، وعميد كلية الآداب الدكتور موسى ربابعة

مندوبا عن رئيس الجامعة الدكتور إسلام مسّاد، رعى مساعد رئيس الجامعة الدكتور زياد زريقات، الندوة التي نظمها كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية، بالتعاون مع المكتب التنفيذي لاحتفالية إربد عاصمة للثقافة العربية لعام 2022، والمدرسة النموذجية ، بعنوان "البعد القومي لأهل مدينة إربد في جنوب بلاد الشام"، والتي تحدث فيها كل من الدكتور أحمد شريف الزعبي، والدكتور مصطفى الأسعد.

 

وقال شاغل الكرسي الدكتور محمد عناقرة، إن إربد هذه المدينة التي تزخر بعبق التاريخ وتزهو بعطاء الحاضر،  فقد تعاقبت عليها حضارات مختلفة تركت فيها بصمات واضحة، فنهضت وتطورت حتى غدت اليوم عاصمة للثقافة العربية لعام 2022م.

 

وأضاف أن هذه المكانة التي اكتسبتها مدينة إربد بجدارة، كانت من خلال تضحيات أبنائها بالغالي والنفيس دفاعاً عن الأرض العربية على مدار التاريخ، وما قدموه أبنائها من خلال عطائهم إلى ما تضمه من مؤسسات أكاديمية ومراكز علمية ومؤسسات ثقافية مرموقة بحيث أصبحت وبحق حاضرة للعلم والثقافة يشار إليها بالبنان.

 

وأشار عناقرة إلى ما  قدّمه الآباء والأجداد من أجل مدينة إربد، والتي كانت عبارة عن صفحات ناصعة في تاريخ الأردن والأمة العربية، كل في مجاله فهم لم يبخلوا والأمة لم تنساهم فسجلتهم في سجل أبطالها ومبدعيها ووطنييها، وظلت الأمة تذكرهم وتتذكرهم منذ انطلاق الثورة العربية ومشاركتهم فيها،  أمثال علي خلقي الشرايري ومحمد علي العجلوني وخلف التل وغيرهم الكثير من الجيل المبكر الذي كان له شرف الوعي بالقضايا القومية والوطنية،  هذا الجيل الذي تربى على حب الوطن،  فكانوا منهل بذل وعطاء وأنموذج ولاء وانتماء الذين أناروا للأمة دروب المستقبل وحملوا مشاعل الحق والوحدة والحرية في سماء الوطن العربي.

 

في ذات السياق، أكد الزعبي على أن الدور القومي لإربد وأهلها كان طليعيا ومميزا، مبينا أن الشعوب العربية أبان الحكم العثماني كانت تشعر بفروقات تتصل باللغة والعرق والثقافة، وعليه كان وعي العرب بقوميتهم من خلال انتشار القومية في أوروبا "الفرنسية والألمانية والبريطانية"، بالإضافة إلى انتشار البعثات التبشيرية، وانتشار الطباعة والجمعيات الأدبية والعلمية، حيث كانت البداية من خلال الجمعية العلمية السورية عام 1857.

 

وعرض الزعبي أمثلة لدور ومواقف أهل إربد القومية، كدور نجيب السعد العلي البطاينة، الذي جاهد مع الثورة الليبية، وكان لقبه "الحوراني" وقبره موجود الآن في مدينة بنغازي، إضافة إلى الشهيد كايد المفلح العبيدات، الذي استشهد دفاعا عن فلسطين، في معركة خالدة اسمها تل الثعالب.

 

ولفت إلى حضور ومشاركة أهل إربد للمؤتمر السوري الأول بتاريخ 7/6/1919، وقد مثل إربد في هذا المؤتمر شخصيات عديدة، منها عبد الرحمن ارشيدات، وسليمان السودي الروسان، وناصر الفواز، مشيرا إلى المؤتمر السوري الثالث، والذي اجمع المشاركون فيه على إعلان الأمير فيصل بن الحسين ملكا على سوريا، وحضره من أهل إربد كايد مفلح العبيدات وكليب الشريدة وناجي العزام ومحمد الحمود وسعد العلي وسالم الهنداوي.

 

من جانبه، قال الأسعد إن القومية هي الانتماء إلى أمة عربية خالدة، ولغة واحدة ومصالح مشتركة تتمثل بالحرية والاستقلال، مبينا أن إربد وجوارها رفضت اتفاقية "سايس بيكو" عام 1916،  التي قامت على تقسيم المشرق العربي بين بريطانيا وفرنسا، كما ورفضت إربد كما ورفض أهل الأردن بشكل عام، وعد بلفور وتهويد فلسطين.

 

وتابع: لقد شارك أهل إربد في مؤتمرات الرفض التي عقدت ضد مشاريع الاستعمار وتقسيم الوطن العربي وتهويد فلسطين، فقد كان الموقف القومي الأردني جليا، من خلال مؤتمر السلط  في آب 1920 ومؤتمر أم قيس، ومؤتمر قم الذي كان برنامجه "أن النضال الناعم يجب أن يقترن بالعمل الثوري"، فكانت الهبة المسلحة القومية، إلى جانب مؤتمر إربد عام 1931 الذي ضم زعماء ومشايخ من مختلف مناطقها.

 

وأشار الأسعد إلى أن بيوت الأردنيين ومضافاتهم بشكل عام وأهل إربد، كانت مقرات للمجاهدين ومستودعات لتخزين ونقل الأسلحة، لافتا إلى تقرير بريطاني تناول الدور الأردني القومي في الدفاع عن فلسطين، وكان مما جاء  في التقرير " أن الأردن أصبح معسكرا لثوار فلسطين يأتون طلبا للراحة والتزود بالأسلحة".

 

 

023451