مندوبا عن رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مسّاد، رعى عميد كلية الآداب الدكتور موسى ربابعة، ندوة "شهداء مدينة إربد في فلسطين" والتي نظمها كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية في جامعة اليرموك، بالتعاون مع المكتب التنفيذي لاحتفالية إربد عاصمة للثقافة العربية لعام 2022.

وقال ربابعة في كلمته الافتتاحية للندوة، التي ادارها شاغل كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية الدكتور محمد عناقرة، إن الحديث عن الشهداء الذين عطروا بدائهم الزكية تراب فلسطين، هو حديث عن الضمير والوجدان العربي والحس القومي والعروبي للشعب الأردني، حيث كانت فلسطين والقدس على الدوام وما زالت وستبقى في ضمير الهاشمين عبر زمانهم، بوصفها مهد افئدتهم وتضحياتهم.

وأضاف أن شهداء إربد الذين هم محور ندوتنا هذه، يمثلون صورة ناصعة للأبطال الذين نفخر بهم اليوم في تاريخنا المجيد، وهم شهادة سامية على الدور الأردني المتواصل في الدفاع عن عروبة فلسطين، وأن قضيتها هي قضيتنا المركزية.

وأشار أستاذ التاريخ في جامعة اليرموك الدكتور أحمد الجوارنة، إلى أنه بلغ عدد شهداء الجيش العربي الأردني، الذين استشهدوا على ثرى فلسطين 361 شهيدا، يُضاف لهم 76 شهيدا لم تعرف أماكن قراهم أو لم تعرف أسماء بعضهم.

وأضاف أن مدينة إربد وقراها وريفها تشرفت بالمشاركة في حرب تحرير فلسطين عام 1948، والدفاع عن مقدساتها، وقدمت كوكبة من الشهداء الذين رووا بدمائهم أرض فلسطين، لإيمانهم العميق بأن أرض فلسطين هي أرضهم ومقدساتها مقدساتهم.

وتابع: كان من بين الشهداء الأردنيين الذي استشهدوا في سبيل فلسطين 78 شهيدا من إربد وقراها وريفها، في معارك فلسطين ما بين عام 1974 – 1952، مبينا أن أغلب هؤلاء الشهداء استشهدوا في عام 1948، وفي مناطق متعددة من فلسطين أبرزها القدس وباب الواد وكفار عصيون وحي الشيخ جراح والقدس القديمة واللطرون والنبي يعقوب والبيرة وغيرها.

وأشار الجوارنة إلى أن السيرة العطرة لهؤلاء الشهداء، تجعل منهم دائما نبراسا لحياة الشباب والتاريخ الأردني المجيد، مستذكرين شجاعتهم وبسالتهم وكرمهم في الدفاع ثرى فلسطين، مشيرا إلى أن هؤلاء الشهداء من مختلف قرى مدينة إربد كعنبة وحبراص والحصن وكفريوبا وكفرسوم والصريح وكفر عوان والطيبة والطرة وخرجا وسحم، وغيرها من القرى والبلدات.

وقال الدكتور مصطفى الأسعد الدلقموني، إن الأردن دائما ينتصر لفلسطين، وخصوصا إربد وجوارها، بحكم العلاقات الاجتماعية والاقتصادية وترابط العائلات مع فلسطين، والأهم نبذ الاحتلال البريطاني والمولد غير الشرعي المتمثل بالاحتلال الصهيوني لفلسطين.

وأشار الدلقموني إلى أنه بعد صدور قرار التقسيم وما رافقه من تداعيات عام 1947، هب الأردن وانطلق جيشه وشعبه، فتحركت الكتيبة الرابعة والكتيبة السادسة نحو فلسطين، كما وقاد ابن إربد الشهيد الرئيس وصفي التل، فوج اليرموك وفصيل من ابناء مدينته الذين رافقوه للقتال بفلسطين، وهناك قاتلوا قتالا مشهودا بمعارك الناصرة والشجرة، واستشهد في تلك المعارك عدد من جنوده.

ولفت إلى أن العديد من مدن وقرى الأردن ومنها إربد وقراها، تعرضت "لمجازر" من كيان الاحتلال خلال فترة حرب الاستنزاف وما بعد عام 1967، عبر قصف جوي ومدفعي واختراقات للحدود، كما وتم هدم بيوت وحرق مزارع لمواطنين أردنيين، خلفت العديد من الشهداء والجرحى من أبناء هذه القرى.

وتابع الدلقموني: كان من بين هذه المجازر مجزرة تل الأربعين في الأغوار الشمالية، بتاريخ 30/4/1965، حيث ارتقى في هذه المجزرة 12 شهيدا منهم ظاهر الغزاوي، وحسن كفارنة وحليمة أبو السكر، كما وتم هدم بيت الأمير محمد الصالح الغزاوي، إضافة لمجزرة المشارع بتاريخ 15/2/1968، ومجزرة كفر أسد بتاريخ 3/12/1968، ومجزرة إربد بتاريخ 4/6/1968 التي أوقعت 34 شهيدا منهم 7 أشخاص من عشيرة العبابنة، وكذلك مجزرة زحر بتاريخ 1/1/1970، والتي اسفرت عن استشهاد 10 مواطنين.

وفي نهاية الندوة دار نقاش بين الطلبة والمحاضرين حول مضمون الندوة.

036916