أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأسبق العين ناصر جودة، أن القيادة الهاشمية بدءاً بالملك المؤسس عبدالله الأول وصولاً إلى عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، كانت ومازالت مدرسة في القيادة والتعامل مع مُختلف القضايا الإقليمية والدولية، فهم العماد الأساسي الذي يُدير دفة السياسة الخارجية الأردنية ويضع خطوطها العريضة.

ولفت خلال مشاركته في ندوة "الدبلوماسية الأردنية والجهود الملكية مع دخول المئوية الثانية للدولة الأردنية"، التي رعى فعالياتها رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مسّاد، ونظمها كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية في الجامعة، بالتعاون مع المكتب التنفيذي لاحتفالية إربد عاصمة الثقافة العربية للعام 2022، إلى أن الدبلوماسية الأردنية في مئويتها الثانية تأتي تعزيزاً للمبادئ التي قامت عليها الدبلوماسية والسياسة الأردنية منذ نشأة الدولة، مستعرضا المبادئ الأساسية لهذه الدبلوماسية القائمة على نهج الحوار والانفتاح، الأمر الذي حقق للأردن مكانة متميزة على مستوى المنطقة والعالم.

وتابع: أن مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وايمان الأردن المطلق بالوحدة العربية بوصفها عمقا استراتيجيا، وحرصه على الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، وإيمانه بالقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولة مستقله على أرضه، تمثل عناوين رئيسية للدبلوماسية الأردنية.

ولفت جودة إلى أن هناك إجماع دوليا على أن الأردن من الدول التي لديها انفتاح على العالم، لافتا إلى أنه وعلى الرغم من صغر مساحة الأردن الجغرافية، إلا أنه كان عضواً غير دائم في مجلس الأمن الدولي لمدة عام كامل ثلاث مرات خلال ستينيات وثمانينيات القرن الماضي، كان آخرها أيضا في العام 2014 من القرن الجديد، مبينا أن هذه الدبلوماسية الأردنية كانت حريصة على أداء دورها الهام والمحوري في إعلاء صوت الحكمة، وتقريب وجهات النظر، واتباع الطرق المثلى في حل الأزمات، فضلا عن الحضور والمساهمة الأردنية الفاعلة في قوات حفظ السلام الدولية.

وأشار جودة إلى آخر الجهود الدبلوماسية الأردنية في الفترة الأخيرة، والتي قادها جلالة الملك وتمثلت بزياراته السامية إلى كل من النرويج وألمانيا، وتنظيم مسار اجتماعات العقبة الذي عقد بمشاركة زعماء من دول في شرق افريقيا، وما تبعه من لقاءات لجلالته مع عدد من القادة العرب في العقبة، والتي ضمّت كل من الرئيس المصري، وولي عهد أبو ظبي، ورئيس الوزراء العراقي، ووزير مفوض من المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى زيارة جلالته إلى رام الله، والتي كانت جميعها زيارات ولقاءات عززت محورية وحضور الدبلوماسية الأردنية على الساحة العربية والإقليمية والدولية، مبينا أن زيارة جلالته إلى رام الله ولقائه رئيس السلطة الفلسطينية، مثلت رسالة واضحة للعالم أجمع، بأن القضية الفلسطينية هي قضية الأردن المركزية. وخلال الندوة أجاب جودة على أسئلة واستفسارات الحضور المختلفة، موضحا فيما يتعلق بمرجعية عمل وزارة الخارجية، بأن وزير الخارجية هو وزير في الحكومة أقسم أمام جلالة الملك بخدمة الدولة والشعب، وعليه فـ "وزير الخارجية" هو جزء من فريق حكومي يضم مجموعة من الوزراء الذين يرتبط عملهم بشكل أساسي بجهود ونشاطات جلالة الملك، مؤكدا أن المرجعية السياسية للدولة الأردنية هو جلالة الملك، والمكلفة بتنفيذ توجيهات جلالته هي الحكومة ممثلة بوزارة الخارجية وشؤون المغتربين.

 وفيما يتعلق بدور الدبلوماسية الأردنية في حل النزاعات الدولية، أكد جودة أن الاحترام الذي يحظى به جلالة الملك والشعب الأردني بين دول وقادة العالم، كدولة تؤمن بالرأي والرأي الآخر، وتحترم الاختلافات دفعته لأن يكون عاملاً إيجابياً  في حل الخلافات، لاسيما وأن الأردن بتاريخه المشرّف و نظامه السياسي يعدُّ من أقدم الأنظمة السياسية ليس على مستوى المنطقة العربية والاقليمية وإنما على مستوى العالم.

وكان رئيس الجامعة الدكتور إسلام مسّاد، قد ألقى كلمة، أكد فيها انه يحقُ لنا الفخر بقيادتنا الهاشمية الحكيمة، ورؤية هذه القيادة الثاقبة ونظرتها الاستشرافية العميقة لكافة القضايا المحلية والخارجية، مشددا على أن جلالته استطاع أن يقود السفينة في بحرٍ مُتلاطم من الأمواج، ليرسو بها على شاطئ الأمان، ليصبح الأردن بلدا انموذجا يُحتذى به على مستوى العالم باستقراره السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وأشار مسّاد إلى حرص جامعة اليرموك على تنظيم مثل هذه الندوات الحوارية، حول مختلف المواضيع والقضايا المحلية المختلفة، التي تهم الرأي العام الأردني، من خلال استضافة أصحاب الخبرة والكفاءة من الشخصيات الوطنية المختلفة.

وقال شاغل الكرسي الدكتور محمد العناقرة، إننا نلتقي اليوم جميعًا لنسهم في تطوير الأردن سياسيًا وديمقراطيًا، ولم يكن هذا ليحدث لولا الجهود العظيمة التي يبذلها جلالة الملك ، مشيرا إلى ان الدبلوماسية الأردنية تولي عناية خاصة للوقائع العالمية والإقليمية بشكل عام، إلا أنها تعطي الأحداث ذات العلاقات المباشرة بالمصالح القومية الأردنية اهتمامًا متزايدًا، حيث يمارس الأردن سياسة خارجية معتدلة ومتوازنة تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية، و الوقوف على مسافة واحدة بأكبر قدر ممكن بين الفرقاء الإقليميين والدوليين.

 وأشار إلى أن هناك العديد من العوامل التي مكنت الأردن من إنتاج سياسة الوسطية والاعتدال وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين في منطقة الشرق الأوسط مما أكسبها احترامًا كبيرًا في الساحة الإقليمية والدولية من أهمها: حكمة وعقلانية ملوكها الهاشميين، إضافة إلى عدد من المحددات الداخلية كالتاريخ، والجغرافيا، والديمغرافية السكانية، والمعتقد الديني، والموارد الاقتصادية، وطبيعة مؤسسات الحكم وغيرها، والمحددات الخارجية كالمحيط القومي العربي ومنطقة الشرق الأوسط وتغيرات البيئة الدولية. وحضر اللقاء كل من نائب الرئيس للشؤون الاكاديمية الدكتور موفق العموش، وعدد من عمداء الكليات وطلبة من مختلف كليات الجامعة.

036898