بحضور رئيس الوزراء الأسبق رئيس مجلس الأعيان دولة فيصل الفايز، وبمشاركة دولة الدكتور هاني الملقي شارك الكرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية بقراءة لكتاب الدكتورة ثروت سليمان المشاقبة "فوزي الملقي وحياته ونشاطاته السياسي في الاردن 1909 – 1962" والذي تم إشهاره في المركز الثقافي الملكي بعمان بحضور عدد كبير من المسؤولين والباحثين والمهتمين .
وتحدث في الندوة رئيس الوزراء الأسبق الدكتور هاني الملقي، والوزير الأسبق المهندس الدكتور منذر حدادين، والوزير الأسبق محمد داودية رئيس مجلس إدارة الدستور، ونقيب المحامين مازن رشيدات، والدكتور محمد العناقرة شاغل كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية، ومحيي الدين المصري. وأدار الندوة الدكتور أسامة تليلان.
وتحدثت الدكتورة ثروت المشاقبة مؤلفة الكتاب عن مضمونه قائلة: يتألف الكتاب من أربعة فصول، عن نسب الملقي، وسيرته العملية ودراسته في مدرسة إربد عام 1916 لغاية المرحلة الثانوية، وصولاً لحصوله على بعثة دراسية إلى الجامعة الأمريكية في بيروت تقديراً لإظهاره شغفاً شديداً بالعلم، وصفاته الشخصية التي كان لأسرته دوراً كبيراً بها وصولاً إلى نهجه السياسي التي كانت بدايتها باختياره من قبل الأمير عبدالله بن الحسين قنصلاً في مصر ووزيراً للمواصلات والخارجية في حكومة توفيق أبو الهدى وتسلمه وزارة الدفاع وصولا لتشكيل الحكومة في 11 نيسان 1950".
من جهته قال رئيس مجلس إدارة صحيفة الدستور معالي الأستاذ محمد داودية، سيتضح لقارئ الكتاب، إن الدكتورة ثروت سليمان المشاقبة، بذلت جهدًا استقصائيًا تنويريًا بارزًا، ساهم بلا شك في انضاجه، المحكم لهذا الكتاب الأستاذ الدكتور محمد العناقرة جزاه الله خيرا.
وأضاف "إن هذا الاشتباك الإيجابي مع تاريخنا، واجبٌ وفعلٌ وطني ضروري، لتتعرف الأجيالُ الجديدة على تاريخنا، الذي أَصْدقُ إن أنا وصفتَه بأنه "تاريخُ التحديات الكبرى والاستجابات الابداعية".
وأكد " أتاح لي دولةُ الدكتور هاني، فرصةً ثمينة للغاية، حينما أهداني هذا الكتاب، الذي يوفر معلوماتٍ مهمة عن تاريخ بلادنا، اطلعت على بعضها لأول مرة، وأرى أن واجبي يدعوني إلى أن أنصح المهتمين بتاريخ بلادنا المجيد، بقراءته، فقد سلطت فيه الدكتورة ثروت، الضوء على شخصية الراحل فوزي الملقي، الألمعي، الذي حصل على منحة دراسية إلى الجامعة الامريكية في بيروت، بالتفوق".
وأردف داودية " وشكّل فوزي الملقي حكومة ضمت عشرة من رجالات الضفتين: سعيد المفتي، شفيق رشيدات، بهجت التلهوني، مصطفى خليفة، حكمت المصري، حسين فخري الخالدي، سليمان السكر، أحمد طوقان، أنسطاس حنانيا، وأنور الخطيب".
وشدد داودية "ويلفت النظر في الكتاب، أن رؤساء الوزارات في تلك الحقبة، كانوا يقبلون العمل وزراء وسفراء، في حكومات يشكلها وزراء كانوا في حكوماتهم، فعمل الرئيس الملقي، بعد استقالة حكومته، نائبا لرئيس الوزراء ووزير دفاع، ووزير خارجية، ووزير تربية وتعليم، ووزير اشغال عامة، ومندوبا للأردن في الأمم المتحدة، وسفيرا في مصر، كما عمل اصحاب الدولة: سليمان النابلسي، وسمير الرفاعي، وسعيد المفتي، وحسين الخالدي، وزراء وسفراء".
وقد جاءت مشاركة شاغل كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية بقراءة لكتاب فوزي الملقي قائلًا: أتقدم بخالص الشكر والتقدير من جمعية الحوار الديمقراطي الوطني ومنتدى المفرق الثقافي لعقدها هذه الندوة الهامة حول كتاب فوزي الملقي: حياته ونشاطه السياسي في الأردن (1909- 1962م) للباحثة الزميلة الدكتورة ثروت سليمان المشاقبة هذا الإصدار الهام من ضمن سلسلة إصدارات وزارة الثقافة بمناسبة مئوية الدولة الأردنية وأتقدم بعظيم الشكر والتقدير إلى جميع من يحضر هذه الأمسية المميزة بهذه المشاركة الهامة من قبل أصحاب الدولة وأصحاب المعالي والعطوفة. وهذا الكتاب يقدم إضاءات لشخصية وطنية هامة ومميزة من تاريخ الدولة الأردنية ... محاولا الارتقاء في افقها بما أمكنه من شفافية وصدق وموضوعية في محاولة لإعادة قراءة تاريخ الأردن وإنعاش الذاكرة الوطنية، فهذه الشخصية العظيمة تختزل مراحل مهمة من الحياة في الأردن والجميل في الأمر أنها شخصية متنوعة في إبداعها وعطائها مما يشعر بإمكانية قراءة المشهد الأردني من خلال جهود الرعيل الباني من أبناء هذا البلد المعطاء.
وأضاف العناقرة: إن الحديث عن فوزي الملقي هو حديث عن شخصية وطنية مرموقة من الرعيل الأول، ساهمت بدور مميز في سياسة الإصلاح الاقتصادي، وفي إدخال تجربة الديمقراطية إلى الأردن فقد كان قلبه مليئاً بحب الوطن والشعب ولديه الحماس والكفاءة والتواضع، كما كان لديه القوة، وقد اكتسب هذه القوة من محبة الناس له، كما أنه أحس بهموم الأمة وتأثر بها شخصياً، لأنه عاصرها منذ بداية حياته.
وأشار شاغل كرسي سمير الرفاعي إلى علاقة فوزي الملقي بالأمير عبدالله الملك المؤسس أن الأمير سمع عنه الكثير من أبي الهدى وبعض رجال القصر من خلال الندوات التي كانوا يحضرونها، وتعرف الأمير إليه أكثر عندما كان فوزي مديراً لمدرسة عمان القريبة من فندق فيلادلفيا الذي كان الأمير يقيم فيه، إذ كان الأمير يتردد بشكل مستمر إلى المدرسة لحضور الطابور الصباحي، فتعرف عن قرب على فوزي الملقي، وهذه المرحلة من حياته العملية كانت ذات اثر كبير في حياته ومستقبله.
المجهود الذي بذلته الدكتورة ثروت المشاقبة في هذا الكتاب، مجهود كبير لا يقوم به إلا كل صاحب إرادة قوية وانتماء حقيقي لوطنه وتاريخه.
والشكر الجزيل للدكتورة ثروت المشاقبة على هذا الجهد المبارك الذي يصب في المصلحة الوطنية.
بدوره شكر رئيس الوزراء الأسبق الدكتور هاني الملقي، الدكتور منذر حدادين ونقيب المحامين مازن ارشيدات ومحي الدين المصري ومعالي محمد داودية، والأستاذ الدكتور محمد العناقرة شاغل كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية على مداخلاتهم القيمة والتي قدمت للنقاش إثراء كبير.
وأكد دولة الدكتور هاني الملقي انه توصل وبعد اطلاعه الدقيق على الاطروحة الى قناعة تامة بأن الدكتورة المشاقبة قد استندت الى مجموعة من الوثائق والبيانات وجادت بالتوضيحات في مواقع متعددة من الاطروحة، مما اوجد في نفسه كل الاطمئنان من حيث القبول والتوافق حتى وصوله الى الخاتمة.
وبين الدكتور هاني الملقي أنه استوقفه ملاحظتين، الاولى في أسلوب قرارات فوزي الملقي في عهد الملك المؤسس ولأسلوب قرارته في عهد المغفور له الحسين الباني، فكان في عهده الأول يصدر قراراته دون الرجوع الى الملك بينما كان في العهد الثاني يعرضها على جلالة الملك.
وأضاف الملقي أن الملاحظة الثانية والتي جاءت في البند الخامس من الخاتمة، فقد اوردت الباحثة معارضة نواب الضفة الغربية لدور فوزي الملقي في اتفاقية رودوس في بادئ الامر، غير أنه استطاع أن يكسبهم إلى جانبه خلال فترة حكومته.
وأشار الى أن ما استوقفه في هامش الملاحظتين، أن الدكتورة المشاقبة لم تسترسل ببيان الأسباب أو التعليق سيما وأنها لم تترك شاردة أو واردة خلال البحث الا وعالجتها بكل حرفية واقتدار؛ فيما يخص البند الثاني من الخاتمة وهو الذي بينه فوزي الملقي إلى مصطفى أمين رئيس تحرير أخبار اليوم والتأكيد أن الأمور تقاس بظروفها وحيثياتها.
واختتم حديثه "رحم الله فوزي الملقي وأم هاني سنده والتقدم ببالغ الشكر والامتنان للدكتورة ثروت المشاقبة على ما قدمته من جهد وبحث شامل متميز ولكل من اسهم في هذا المنحنى وإلى الحضور الكريم.