رعى دولة الدكتور عبد الرؤوف الروابدة رئيس مجلس الأعيان السابق مؤتمر مئوية الدولة الأردنية - الأردن والوطن العربي ١٩٢١ - ٢٠٢١ الذي نظمه قسم التاريخ بالتعاون مع كرسي الرفاعي للدراسات الأردنية والمنتدى الثقافي - اربد.
وقد قال الروابدة في كلمة الافتتاح: أن الأردن بني على قاعدة عروبية منذور لدور عروبي، فجاء إليه كل أحرار الأمة، واحتمى به كل من هجرتهم أوطانهم فكان الحضن الدافئ والصدر الرؤوم، واستقبلهم بحب ووسدهم كل المواقع فكان هذا المجتمع المتميز من اجناس وأعراق وأصول عديدة، تآلفوا وتحالفوا وعاشوا أسرة واحدة وبقينا على هويتنا العربية هدفنا لحمة عربية.
وشدد خلال رعايته افتتاح مؤتمر "مئوية الدولة الأردنية - الأردن والوطن العربي 1921-2021م" بحضور رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور خالد العمري، والذي نظمه عبر تطبيق ZOOM قسم التاريخ في كلية الاداب بالتعاون مع كرسي سمير الرفاعي للدراسات الأردنية بجامعة اليرموك، والمنتدى الثقافي في اربد ضمن احتفالات الجامعة بمئوية الدولة الأردنية، على أن قضية فلسطين هي قضية الأردنيين الخاصة، يقفون معها دون منة، فهي منهم وهم منها، ولا يسبقهم إلى الاسهام فيها أحد، شاركوا في ثوراتها بالمال والسلاح والمجاهدين، وعندما كان فك الارتباط بين الضفتين إداريا وقانونيا، استمر الارتباط التزاما بالقضية، فكنا وسنبقى السند للأهل المرابطين الذين يعيشون ظلم الاحتلال وجبروته، وقد كان الشاهد في ما نراه خلال هذا الاسبوع من تحد للاحتلال وتصد له، وسيبقى الأردنيون دوما في الطليعة ثابتون على العهد، دورنا الأكبر وصوتنا الأعلى، ودعمنا الأهم.
وأضاف أن الأردن وبعد مائة عام من الصمود ورغم مروره بالعديد من العقبات والتحديات والنكبات والحروب، اعتبر الانسان ثروته واستثمر فيها فاستطاع بحكمة قيادته الهاشمية وعزم شعبه أن يكون مادة التنمية وهدفها، لافتا إلى انه علينا ان نعي ونحن نستقبل المئوية الثانية من عمر الدولة الأردنية التي أنجزنا فيها الكثير أن الانجاز مازال دون الطموح، وما زال هناك العديد من التحديات والعقبات، الأمر الذي يستدعينا إلى استثارة كل طاقات الأردنيين للمشاركة في صناعة المستقبل، وأن نستمر في مسيرة الاصلاح الحقيقي في كافة المجالات.
وقال رئيس جامعة اليرموك رئيس المؤتمر الدكتور نبيل الهيلات في كلمته أن الأردنيون يحتفلون هذه الأيام بكل فخر واعتزاز، بالمئوية الأولى من عمر الدولة الأردنية وعبورها، بكل ثقة واقتدار المئوية الثانية، تحت قيادة هاشمية حكيمة، أسست وعززت، على امتداد المئة سنة الماضية، فكان الأردن دولة مؤسسات وقوانين، ودولة أمن وتنمية شاملة في مختلف مناحي الحياة، وأثبت قدرته على الصمود والتكيف ومواجهة كل التحديات التي عصفت بالمنطقة، على امتداد ما مضى من سنوات مسيرة البناء والخير والإنجاز.
وأضاف أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي احتفاء بمناسبة غالية على قلوب كل الأردنيين، مئوية الدولة الأردنية، وقد جاء اختيار عنوان المؤتمر "الأردن والوطن العربي 1921 – 2021" انطلاقا من ايمان الأردن، بأهمية العلاقات العربية – العربية، وأهميتها وتكاملها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وتماشيا مع سياسة الأردن القومية الثابتة التي تعتبر كل قضية عربية قضية خاصة بالأردن وعلى رأسها قضية الأردن الأولى والمركزية القضية الفلسطينية.
واشار الهيلات إلى أن إحياء هذه المناسبة يشكل فرصة تاريخية لتوثيق ما تم إنجازه والبناء عليه لمواصلة العمل من أجل المستقبل، وتجسيدا لمسيرة البناء والتنمية واعتزازا بمنجزاتنا الوطنية التي أرسى مداميكها الأولى الملك الشهيد عبد الله الأول بن الحسين وبنى عليها الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراهما، وعززها جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله.
بدوره ألقى رئيس قسم التاريخ رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور عمر العمري أشار فيها إلى أن بداية الدولة الأردنية كانت صعبة حقا في ظل الامكانيات المحدودة والمتواضعة، الا انه وبسواعد الاردنيين وفي ظل قيادة هاشمية حكيمة، فقد نجحت الدولة الاردنية في اختزال الزمن وتمكنت من بناء مؤسسات وطنية فاقت عمرها، من تعليم وصحة وبنى تحتية الى مجالس تشريعية ودساتير عصرية ، ومؤسسات مجتمع مدني وجيش عربي دافع عن الاشقاء تماما كما دافع عن الوطن، لافتا إلى ان سياسة الاعتدال التى انتهجها الهاشميون منذ التأسيس وحتى اليوم أسست لعلاقات طيبة ومتوازنة، وجعلت للاردن مكانته وحظوره عربيا واقليميا ودوليا.
وقال أن هذا المؤتمر يأتي لنستذكر بكل معاني الفخر الأوائل من الاباء والاجداد الذين اسسوا وبنوا عبر المائة عام من عمر الدولة الأردنية، ولنعبر المئوية الثانية من عمر مملكتنا الحبيبة بكل عزيمة وثقة وسداد.
من جانبه ألقى شاغل كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية في الجامعة رئيس المنتدى الثقافي/ اربد الدكتور محمد محمود العناقرة كلمه أكد فيها على أن تاريخَ أيِ أمةٍ مرهونٌ بصناعة أمجادِها في الحاضر والمستقبل، وأن هذا التاريخُ لن يُنسى لأنه يرتبط بالذكرى المئوية لتأسيسِ الدولة الأردنية، هذه المناسبةُ الوطنيةُ الأهم، التي نلتقي اليوم احتفاءً بها نروي للعالمِ قصةَ وطنٍ بُني ونهضَ بعزيمة الهاشميين وإرادة الشعب الأردني وصمودِه ، فكان عهداً وميثاقاً أبرمه الآباءُ والأجداد وتوارثه الأبناءُ ليتواصلَ الإنجازُ وتستمرَ المسيرة.
وقال قبل مئةِ عام انطلق الحلمُ العربي بتأسيس المملكة الأردنية الهاشمية على يد الهاشميين الذين حملوا آمالَ الأردنيين وطموحاتهم باحثين عن الاستقلال، ليتحقق هذا الحلم الأردني ونقف في هذه المئوية أمام مناسبة فعلية تليق بالدولة الأردنية التي حققت منجزاتٍ كبيرةً في مُختلف الميادين، وتقدمت بخطوات مدروسة لتصبح منارة مضيئة تُلهم الأجيال القادمة العبر والدروس لتحقيقِ مستقبلٍ مشرقٍ ومزدهر، لافتا إلى ان التاريخ سيشهد على مئوية وطن تخفق فيه رايةُ العرب وطنٌ نُصِّب ليكون رمزاً للأمن والأمان والاستقرار رغم التحديات التي تواجهه، وطنٌ حمل قضية العرب الأولى القضيةَ الفلسطينية فوقف مع أهلها وطرحها في جميع المحافل الدولية، وطن كان الوجهة الأولى للجوء العربي فرحب بالأشقاء العرب في بلدهم الثانين فهنيئا لنا بهذا الوطن الذي يشكل اليوم دولةٌ مدنية نفتخر بمئوية تأسيسها كما نفتخر بالإنسان الأردني.
كما القى رئيس قسم التاريخ في جامعة السويس المصرية الدكتور أيمن أحمد محمود كلمة نيابة عن المشاركين في المؤتمر هنأ من خلالها صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن حسين وولي عهده بمناسبة الاحتفاء والاحتفال بمئوية الدولة الأردنية وعلى جهودهما البناءة الخصيبة في خدمة الاردن وقضايا الأمة العربية، معربا عن شكره لجامعة اليرموك التي كانت السباقة كأول مؤسسة أكاديمية أردنية تحتفي وتحتفل بمئوية الدولة الاردنية، لعقدها مؤتمر مئوية الدولة الاردنية ( الأردن والوطن العربي 1921-2021م) والذي نأمل من خلاله توثيق تاريخ الأردن وعلاقاته مع الدول العربية من خلال الوثائق الرسمية والشعبية.
وقال ان مئوية تأسيس الدولة الأردنية وعلاقتها بالوطن العربي تعد تعبيرًا عن احتفال أبناء الأردن بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس الدولة الأردنية، حيث يعتبر عام 1921م عامًا مفصليًّا ومحورياً في تاريخ المنطقة بتأسيس إمارة شرق الاردن، فعلى مدار قرن من الزمن، سجل التاريخ للمملكة الأردنية الهاشمية أدوارًا محورية بالمنطقة، وقد تعزز دور الأردن إقليميًا ودوليًا، من منطلق دوره الاستراتيجي في القضية الفلسطينية والتي حرص ملوك العائلة الهاشمية في الأردن عبر قرن من الزمان على رعايتها ورعاية الأماكن المقدسة في مدينة القدس، مشيرا إلى أن أهمية الاحتفال بمئوية الدولة يكمن في أنها تؤسس للدخول إلى المئوية الثانية بخطى واثقة نحو تعزيز مفهوم الدولة المدنية الحديثة القائمة على أسس واضحة وثابتة والتي دعا من خلالها جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين الأردنيين إلى الاستفادة من دروس الماضي، ويتجهون للمئوية الجديدة قائلاً "الحديث عن مئوية الدولة، هو الحديث عن مئة عام من البناء والإنجاز، وتعزيز النموذج الأردني في المحبة والإرادة والمنعة والوفاء، برغم التحديات المستمرة". مضيفاً أن "ذكرى مئوية الدولة تحمل معها مشاعر الفخر والاعتزاز بوطن بني بسواعد الأردنيين وعزيمتهم وتكاتفهم".
وحضر افتتاح المؤتمر محافظ اربد رضوان العتوم، ومندوب وزير الثقافة الأمين العام للوزارة هزاع البراري، ومدير شرطة اربد العقيد ماهر العموش، ومدير مخابرات اربد العميد رائد النسور، ومعالي الدكتور محمود الدويري وزير الزراعة الأسبق، ونائب رئيس جامعة اليرموك للشؤون الأكاديمية الدكتور موفق العموش، ونائب رئيس جامعة اليرموك للشؤون الإدارية الدكتور رياض المومني، وعدد من المسؤولين في الجامعة، والفعاليات المحلية والشعبية في محافظة اربد.